جدول المحتويات

المقدمة:

الملحن المعروف “عزير حاجبيلي” (1885-1948) فنان عبقري يقف في طليعة أولائك الذين تركوا بصماتهم في العالم الإسلامي عامة والشرقي الإسلامي خاصة. كان مؤسساً للموسيقى الرومانسية، والجوقة، وموسيقى الحجرة، والمتتابعة، وبشْرَف، والموسيقى الصوتية، والكنتاتة، وأغاني الأوبرا، وأنواع الموسيقى الاحترافية الأخرى في الشرق الإسلامي. واكتسبت أعماله المختلفة شهرة واسعة في العالم منذ أكثر من قرن.

الأعمال الفنية

وضع أول أوبرا في الشرق الإسلامي في عام 1908م، وكان اسم هذه الأوبرا “ليلى والمجنون” وهي مأخوذة من قصيدة “ليلى والمجنون” للشاعر الكبير محمد فضولي.

ووضع عام 1909م أوبرا كانت مأخوذة من أعمال “شيخ سنان”، وفيما بين أعوام 1910 و1915م ألّف أربع أوبرات أخرى أخذها من موسيقى “مُقام” وهي نوع موسيقي في أذربيجان. وهذه الأوبرات هي “رستم وزهراب” و”شاه عباس وخورشود بانو” و”أصلي وكرم” و”هارون وليلى”.

ولكن أوبرا “كُور أوغلو” المكتوبة عام 1936م تعتبر من أروع أعمال هذا الملحن العبقري. وحصل بها عام 1941م على جائزة ستالين أعلى جائزة في الاتحاد السوفيتي السابق.

على العموم خلف بعد وفاته 7 أوبرات و3 أبريت. وأما أعماله “الزوج والزوجة” (1909)، و”فلتكون هذه بدلا من تلك” (1910)، و”أرشين مال آلان” (1913) فما زالت محبوبة وتحظى بإعجاب المشاهدين في العديد من بلدان العالم كأول أمثلة للسينما الوطنية.

الأعمال القومية

قام عزير حاجبيلي بتاليف الموسيقى للنشيد الوطني لأول جمهورية ديمقراطية في شرق القوقاز، ألا وهي جمهورية أذربيجان الديمقراطية التي عاشت فيما بين 1918-1920م. واليوم هو النشيد الوطني الرسمي لجمهورية أذربيجان.

وقد تلقى عزير حاجبيلي تعليمه الموسيقي الأول في مدينة “شوشا” أحد أهم المراكز الثقافية في أذربيجان، حيث قضى طفولته وشبابه. وكانت تطلق عليها حينئذ “باريس الصغيرة”، و”معبد الفن القوقازي”، و”مهد الموسيقى الأذربيجانية”، و”كونسيرفاتور ما وراء القوقاز”.

وكان والده عبد الحسين بيك لفترة طويلة السكرتير الشخصي للشاعرة الأذربيجانية المعروفة “خورشيد بانو ناتافان” ابنة أمير إمارة قاراباغ. وأما والدته “شيرين” هانم فقد ترعرعت في بيت تلك الشاعرة. وكان جده أخا لخورشيد بانو من الرضاعة.

كان عزير محبوبا في هذا المنزل وعند ابنة الأمير منذ الطفولة، وكان يرى مشاهير الكتاب والفنانين في ذلك الوقت، ويتعلم منهم أسرار الفن وويتلقى دروسا في غناء “مُقام”. وفي الثالثة عشرة من عمره مثّل دورا في “مشهد من ملحمة الحب “ليلي والمجنون” أخرجه على المسرح الكاتب المسرحي البارز “عبد الرحيم بيك حقفيردييف” والمغني الشهير “جبار قارياغدي أوغلو” عام 1897م، كما كان يغني في الجوقة.

وقد تخرج من مدرسة روسية تتارية لمدة عامين، ثم التحق بمدرسة المعلمين في “جوري” وتخرج منها بعد 5 سنوات، حيث تعلم العزف على آلات الكمان والتشيلو وآلات النفخ. وقام بالتدريس في مدارس قاراباغ وباكو على مدى السنوات الأربع، ونشر العديد من المقالات في الصحف والمجلات خلال تلك السنوات. ثم درس الموسيقى في موسكو بدعم مالي من صديقه وعديله “مسلم ماجوماييف”.

الأعمال الثقافية

أسس جريدة “إيني إقبال” (إقبال جديد) عام 1914م وعمل رئيسا للتحرير فيها حتى عام 1918م. ثم عمل محررا لجريدة “أذربيجان” وهي جريدة رسمية لجمهورية أذربيجان الديمقراطية. سجل اسمه في التاريخ كمؤسس أول مدرسة للموسيقى، واتحاد الملحنين الأذربيجانيين، ومعهد الفنون، والمعهد العالي للموسيقى. فضلا عن ذلك فقد اشتهر على نطاق واسع كأعظم كاتب اجتماعي ومسرحي، ومعلم، ومحرر، وأبرز باحث في تاريخ الموسيقى الأذربيجانية والشرقية القوقازية. ويعد تراثه الموسيقي والأدبي والعلمي ثروة روحية لأذربيجان.

وقد احتفلت اليونسكو بذكرى مرور 100 عام على ميلاد الموسيقار النابغة عزير حاجبيلي بصورة مهيبة. وتستضيف أذربيجان كل عام مهرجان “عزير حاجبيلي” الدولي للموسيقى. ويشارك فيه موسيقيون مشهورون من جميع أنحاء العالم.

شاركنا تعليقك

مقالات أخرى قد تهمك

هل ترغب بمعرفة المزيد عن رسوم الدراسة في أذربيجان؟