تعد طريقة العصف الذهني في التعليم من الطرق الحديثة التي تشجع التفكير الإبداعي وتطلق الطاقات الكامنة عند المتعلمين في جو من الحرية والأمان ؛ يسمح بظهور كل الأفكار والأراء حيث يكون المتعلم في قمة التفاعل مع الموقف ، تصلح هذه الطريقة في القضايا والموضوعات التي لم يوجد لها إجابة واحدة صحيحة.

نستعرض في مقالنا تعريف العصف الذهني منذ نشأته ومتى يستخدم ومراحله ومعوقات تطبيقه وقواعد نجاحه.

تعريفه :

يمكن تعريف العصف الذهني بأنه عملية استحداث كمية من الأفكار التي يتم إنتاجها من خلال عملية منظمة ذات قواعد واضحة ترتبط إيجاد هذه الافكار وتدوينها ؛ بجعل العقل منفتحا ً دون أي قيود ، فهو أحد أساليب الابداع من خلال إيجاد حل لمشكلة ما عن طريق تجميع قائمة من الأفكار والأسئلة بشكل عفوي حتى يتم التوصل الى حلول سواء كان فردياً أو جماعياً .

فهو استنباط للأفكار عند عجز العقل عن إيجاد أي أفكار جديدة بنّاءة.

تاريخه:

يعد أليكس أوزبورن هو الأب الروحي لمنشئ هذا العلم بعد تعرض شركته الى إنخفاض في المبيعات سنة 1939 خطرت فكرة بباله وهي جمع بموظفيه ومطالبتهم بوضع أفكار جديدة تسهم في زيادة مبيعات الشركة وتزيد من أرباحها ، كانت هذه الخطوة هي بداية للدخول في هذا العلم ، نتيجةً لجهوده في استفزاز أفكار موظفيه الإبداعية زادت مبيعاته واستطاعت شركته أن تصبح من كبرى شركات الاعلانات في الولايات المتحدة الامريكية سنة 1951 ، ألف كتابه الخيال التطبيقي سنة 1953 ووضع حجر الاساس فيه لهذا العلم وجعل من شركته مثالاً حياً لذلك ، قدّم فيه عمليات العصف الذهني ووضع قواعد هذا العلم .

قد يكون العصف الذهني فردياً وقد يكون جماعياً

العصف الذهني الفردي :

عند يعجز العقل البشري عن ايجاد حل لمشكلة ما، يلجأ الى طريقة يستنبط بها الحلول والافكار وهي بتدوين الفكرة واستخراج الاسئلة التي تكون لها صلة بالموضوع ، هذه الطريقة مفيدة لحل المشكلات البسيطة التي لا تحتاج الى اشراك الآخرين فيها .

لتحقيق الفائدة في جلسة العصف الذهني الفردي لابد من توافر عوامل تسهم في نجاحه مثل :

• الجلوس في مكان مريح مهيأ للتفكير واستنباط أفكار جديدة .
• التقليل من الإلهاء بحيث يوجه جلّ تفكيره على المشكلة واستنباط الحلول لها .
• استخدام مايسمى بالخرائط الذهنية لترتيب الأفكار وتطويرها ، تعتبر الخرائط الذهنية أصغر حجماً من الملاحظات التقليدية ، تساعد في تكوين وجمع الأفكار والوصول الى معلومات جديدة بسهولة وذلك بوضع المشكلة في في دائرة بالوسط واستنباط الافكار عنها بوضها بدوائر مرتبطة بها وكل فكرة تخرج عنها تتصل بالفكرة السابقة .

العصف الذهني الجماعي :

طريقة لحل المشاكل من خلال إجراء مناقشة جماعية وجمع الأفكار والمعلومات التي يتم التوصل إليها عن طريق المشاركة العفوية في المناقشة ، تعتبر طريقة مفيدة في الشركات من خلال جمع محموعة واسعة من وجهات النظر لتوليد كمية كبيرة من الأفكار بدلاً من وجود فكرة أو اثنتين وبذلك يزيد الجهد الجماعي على حسب عدد الأفكار .

لتحقيق الفائدة من الجلسة لابد من توافر عدة عوامل تساعد على إنجاحها :

• جعل الأهداف واضحة منذ البداية ومناقشة القيود والمشاكل التي تحول دون تحقيق الاهداف .
• السماح للجميع بالتعبير وذلك بتسيير جلسة المناقشة بين جميع الأعضاء بحيث يكون لجميع الأفراد نصيبٌ مساوٍ من إبداء الرأي وخاصة للأشخاص الصامتين الذين يخجلون من إبداء الرأي لأسباب مختلفة كالخجل أو الاستهزاء من غيره أو لضعف شخصيته كأن يستخف بفكرته خاصة في ظل وجود أشخاص لديهم نزعة السيطرة وحب الظهور في مثل هكذا جلسات .
• البحث على الكم لا الجودة في طرح أكبر عدد من الأسئلة .
• عدم الاستخفاف أو تحقير أي نوع من الأسئلة مهما كانت صغيرة أو بعيدة عن صلب الموضوع لأن الابداع والحل قد يأتي من فكرة لم يكن يحسب لها حساب.

في آخر المقال ستجد مثال مرئي حول العصف الذهني الجماعي

القواعد الأساسية لنجاح العصف الذهني :

• التركيز على الكم : الأولوية القصوى للعصف الذهني هي الكمية الكبيرة من الأفكار والأسئلة التي يتم طرحها وليست الجودة ، العصف الذهني هي الخطوة الأولى في مرحلة الاستكشاف لمشروع جديد لذا من المهم أن تسمع لجميع الأفكار والإمكانيات .

في العصف الذهني الجماعي لابد من تعين قائد يقوم بإدارة الحوار بحكمة بحيث تكون الجلسة مفيدة وتصل الى النتائج المرَجوة وذلك بالسماح للجميع بالمشاركة والتعبير عن الأفكار ويكون ذلك بطرق عدة مثل تمرير السؤال لكل شخص بالترتيب وكتابة الاسئلة أو يكون بأن يكتب كل شخص أسئلته واقتراحاته بورقة بيضاء ثم جمعها وكتابتها والتصويت عليها .

• حجب النقد : وذلك بعدم توجيه النقد لأي فكرة يتم طرحها أثناء الاجتماع وتأجيل الحكم على الأفكار حتى سماع جميع الأراء .
• تقبّل الأفكار الجديدة : بسماع جميع الأفكار بغض النظر عن أهميتها حتى لو كانت عادية .
• تطوير الأفكار ودمجها : بعد السماع وتسجيل جميع الأفكار يتم دمجها وتطويرها.

متى يستخدم العصف الذهني :

عندما تعرض مشكلة في استنباط الحلول ويصعب حلها بالطرق التقليدية التي غالباً ما تكون غير منظمة ولا يخرج منها فائدة في طرح الحلول ؛ لابد من استبدالها بعملية تحليلية منظمة تقود الى حلول إيجابية ، بحيث تتوفر بيئة حرة ومفتوحة تشجع الجميع على المشاركة البناءة للخروج بحلول إبداعية تسهم في التطوير وإيجاد حلول ونتائج هذه العملية تسمى العصف الذهني .

المراحل التي تمر بها جلسات العصف الذهني :

• طرح المشكلة الرئيسية وتعريف المشكلة وشرح كل معوقات التطبيق .
• بلورة المشكلة وإعادة صياغتها حتى تنبثق منها إطروحات جديدة وصياغتها بشكل آخر حتى يتم فهمها بوضوح .
• الاشارة الحرة للأفكار وعدم الاستهزاء بأي فكرة كانت .
• تقييم الأفكار التي تم التوصل إليها.
• الاستعداد لوضع الأفكار في حيّز التنفيذ بعد جمعها واستخلاص المفيد منها .

التقنيات المستخدمة في العصف الذهني :

• الكتابة الحرة ترتكز هذه التقنية على مبدأ كتابة مايجول في خاطر الشخص بغض النظر عن الأهمية يجب الكتابة باستمرار.
• إعداد قائمتين للأفكار والأسئلة واحدة تؤيد محتوى الفكرة وتدعمها والقائمة الثانية تخالف الفكرة وتدحضها وجمع كل الاففكار والاسئلة المنبثقة عن القائمتين .
• كتابة الأفكار على شكل خرائط ذهنية كما أسلفنا سابقاً لسهولة الوصول الى جميع الافكار ومشاهدتها باستمرار .
• تقسيم الفكرة الرئيسية الى أجزاء ثم تُقَسم كل فكرة الى أجزاء أخرى وهكذا حتى يتم إيجاد الحل .
• يجب أخذ بعين الأعتبار للأسئلة التي تتمحور حول المشكلة بأسئلة الاستفام لماذا ؟ متى ؟ كيف ؟ أين ؟ متى ؟ ذلك أن مثل هذه الاسئلة هي التي تعتبر منشطة للفكرة ويتمحور الجواب فيها .
• التركيز على الهدف من طرح سؤال المناقشة .

معوقات تطبيق العصف الذهني :

كما ذكرنا العصف الذهني نوع ٌ من الابداع عندما يعجز العقل عن ايجاد الحلول ، بهذه الطريقة يساهم العصف الذهني في الوصول الى الاهداف واكتشاف الحلول سواء ً كان فردياً أو جماعياً ، لكن قد تظهر معوقات تحول بين تطبيقه وبين الوصول الى الأهداف ، من هذه المعوقات :

• عوائق إدراكية وهي أن يتبنى الشخص طريقة واحدة وثابتة دون أن يحاول تغيريها.
• الأخذ بالظاهر دون التعمق بمحتوى الفكرة.
• عوائق نفسية كالخوف من الفشل الذي يمنع الانسان من التفكير الصحيح.
• عوائق التسليم الأعمى لكل الأفكار دون دراستها بشكل جيد.
• الخوف من طرح أفكار جديدة خشية الانتقاد من قِبل الآخرين.