جدول المحتويات
علم الصيدلة :
بإختصار هو علم وصناعة الأدوية.
يعرف بأنه فرع العلوم الطبية يهتم بدراسة الدواء وعمله وتأثيره على الكائنات ، أيضادراسة الأدوية ومصادرها وطبيعتها وخصائصها مع دراسة ردة فعل الجسم المتلقي للدواء ، فهو علم يهتم بدراسة كيفية تأثير الدواء على النظام البيولوجي للجسم بحيث يشمل الخصائص والتأثيرات البيولوجية والاستخدامات العلاجية للأدوية . يمكن أن يعرف على أنه دراسة التفاعلات التي تحدث بين كائن حي ومواد كيميائية تؤثر على الوظيفة البيو كيميائية الطبيعية ؛ قد تكون هذه المواد من صنع الانسان وقد تكون مواد طبيعية.
تاريخ علم الصيدلة :
التداوي التقليدي كان متّبع منذ آلاف السنين ؛ يختلف العلاج بين الامم كاختلاف الثقافات ، قد تكون محدودة وقد تكون أكثر تطوراً.
فعند الفراعنة
كانت تمارس في المعابد على أيدي الكهنة ممزوجة بالسحر والشعوذة كانوا يسجلون خبراتهم على جدران المعابد والقبور وأوراق البردي ، كانوا يستخدمون الاعشاب التي يستخرجونها من افريقيا وبلاد الشام ، والشاهد على تطورهم في صناعة الادوية هي المومياء التي مازالت تكتشف حتى في زماننا وطريقة تحنيطهم لها بالاستفادة من علم الصيدلة.
عند الأغريق
كانوا الاشهر بين الحضارات التي أثّرت ثقافتهم القديمة على تاريخ الطب ، اعتبروا الثعبان رمزاً للحياة والحكمة والشفاء ، كانت عندهم طقوس خاصة لاستخراج النباتات الطبية فكانوا يجمعونها في الظلام وفي أول الأشهر القمرية ، من أشهر أطبائهم أبقراط الذي يعد أبو الطب وأرسطو من أشهر الأطباء في العصور القديمة.
أما عند الرومان
فقد استفادوا من الحضارات السابقة بترجمة علومهم والزيادة عليها من أنواع كثيرة من الأعشاب التي تستخدم في العلاج ، أشهر الأطباء المعالجين جالينوس له قرابة المائة كتاب في الطب والصيدلة.
عند العرب
عرفوا التداوي بالاعشاب وكان لهم وصفات طبية كثيرة بالإضافة الى شئ من السحر والكهانة ؛ عند مجيئ الاسلام تم فصل الطب والتداوي عن العرافة والكهنة والشعوذة ووردت بعض أسماء النباتات الطبية في بعض اأحاديث النبوية في مجال العلاج من بعض الأمراض.
شعر العرب منذ القرن الثاني للهجرة بأهمية علم الصيدلة حتى أنهم توسعوا في أبحاثهم وتوصلوا الى أن الكيمياء أساسية في البحوث الصيدلية ، كان من أشهر اليميائين العرب جابر بن حيان الذي عدّه العالم بريتلو في كتابه الكيمياء في القرون الوسطى أنه غاية ماوصل إليه العقل الانساني من الابتكار وكل المشتغلين بهذا العلم من بعده كانوا عالة ً عليه.
أول من أقام المستشفيات ونظّم صناعة الأدوية والأعشاب في العصر الأموي ؛ حيث أُكتشفت عناصر جديدة في الصيدلة وعلوم المعالجة واستحضرت طرق تحضير الأدوية وحددّوا أصناف من الأدوية والتركيبات وتعريفاتها وطرق استخدامها ،
وصلت أوج انتعاش صناعة الصيدلة في العصر العباسي حيث العصر الذهبي لتقدم العلوم الاسلامية وانتقلت الى الصناعة الى الاندلس ومنها الى عموم أوربا ، من أبرز العلماء المسلمين في ذلك العصر أبو بكر الرازي وأبو القاسم الزهراوي وابن سينا وابن النفيس.
في أوروبا
بدأت محلات تشبه الصيدليات في الظهور أواخر القرن الثالث عشر بعد ذلك تطورت صناعة الصيدلة وأصبحت تُجرى الأبحاث داخل المعاهد والمنشآت الصناعية لتصنيع مواد كيميائية تدخل في العلاجات الطبية ، لتبدأ بعدها عصر المضادات الحيوية بالظهور في خطوة لمكافحة الأمراض المعدية ؛ تطور علم الصيدلة في القرن التاسع عشر كعِلمٍ طبي حيوي طبق مبادئ التجريب العلمي على السياقات العلاجية وبه تقدم البحث والفهم لخاصية الدواء حيث تم التعامل مع الاستجابات الفسيولوجية بعد تطبيق الدواء بتحليل آثار الأدوية على الجسم.
نظرية دراسة علم الصيدلة :
تتطلب دراسة المواد الكيميائية معرفة حميمية بالنظام المتأثر مع معرفة بيولوجيا الخلية والكيمياء الحيوية ، تغير مجال الصيدلة الى حد كبير من خلال التحليل الجزئي للمستقبلات ثم تصميم مواد كيميائية أو طبيعية تعمل على اشارات خلوية محدودة تؤثر على المواقع مباشرة أو ترتبط بمؤثرات جانبية ذات صلة.
تتداخلْ دراسة علم الصيدلة مع العلوم الطبية الحيوية مع دراسة آثار الأدوية على الكائنات الحية يمكن أن يؤدي البحث الدوائي الى اكتشافات دوائية جديدة وتعزيز فهمٍ أفضل لعلم وظائف الأعضاء البشرية ، ومن هنا وجب على طلاب علم الصيدلة معرفة عملية مفصلة بعلم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض والكيمياء.
اتخذ الأطباء والصيادلة منهجاً قائماً على أساس علمي سليم يقوم على بيان أثر التغذية في الأسقام والإبراء منها ،
علم الصيدلة كما نلاحظ مرَ بمراحل عدة شأنه شأن باقي العلوم الاخرى حيث مرّ بمرحلة الترجمة ثم التلخيص والشرح ثم وصل الى مرحلة التشخيص والكشف والابتكار ، ومن هنا يتبين أن علم الصيدلة علم ٌ قائم بذاته تطلب من الأطباء الممارسين الجهد الطويل للوصول الى اختراعاتهم ومعرفة التركيبات الدوائية .
والصيدلي له وظيفة مهمة ومتكاملة داخل المنظومة الطبية ، فالامر ليس مجرد اختيار دواء من رف الصيدلية وتسليمه للمريض ، إنما يحتاج الى مجموعة واسعة من المهارات ليكون فعالاً في عمله مفيداً للمجتمع والمريض.
المهارات التي يجب توافرها في الصيدلي الناجح :
- الدقة : عندما يتعلق الأمر بصناعة الأدوية فإن الاهتمام بالتفاصيل هو مسألة حياة أو موت ولا مجال فيها للخطأ ، عليه التعليم
- الطريقة الصحية لتركيبة كل دواء مع المعايير الدقيقة .
- النزاهة : الصيدلي الكيميائي يعرف بتركيبات أنواع ضارة للانسان كالمخدرات والافيون ، وجب عليه الاتصاف بالنزاهة وعدم استغلال هذه العلوم بما يضر بالانسان وعدم جعلها سلعة للمربح الحرام ، أيضاً عندما يكتب الاطباء وصفاتهم الدوائية تعطى للمساعدين ولربما وقع خطأ في كتابة اسم الدواء بتبديل بعض الاحرف وهنا وجب على الصيدلي معرفة نوعية المرض من المريض ومطابقته ما إذا كان الدواء مطابقاً للوصفة .
- مهارات التعامل مع الاخرين : وبالأخص التعامل مع مرضى كبار السن بإظهار شئ من الدبلوماسية في حال شعر أحدهم بالإضطراب نتيجة الوجع أو الانتظار .
- القدرة على التواصل مع الاطباء ومناقشتهم في نوعية الدواء المعطى للمريض وآثاره الجانبية التي قد تترتب على صحة المريض والقيام بمهمة الاستشاري للطبيب في حال إمكانية استبدال نوع الدواء .
- القدرة على تحمل تعدد المهام : مثل التعامل مع المرضى بإحترافية تامة بإنهاء وصفته الطبية والرد على المكالمات الهاتفية الضرورية مع اتباع برتوكولات تنظيمية تضمن حقوق المرضى واستمرارية العمل .
- القدرة على تحديد الأولويات : يجب على الصيدلي أن يكون قادراً على تقييم المواقف والتكييف بسرعة حسب المرضى في صرف الوصفات الطبية وحسب الحاجة التي تقتضيها .
- الاستشارة الصحيحة : على الرغم من الطبيعة السريعة للوظيفة إلا أنه يجب أخذ الوقت الكافي لشرح دواء المريض بشكل صحيح ومناقشته معه من حيث التأثيرات الاسع نطاقاً على حياة المريض .
- التوجيه : يجب أن يكون قادراً على توجيه معرفتهم وخبرتهم الى الصيادلة المبتدئين .