جدول المحتويات
من كان يخطر على باله أن كنيسةً صغيرة وُجدت في جزءٍ ناءٍ من شمال غرب أذربيجان
س تثير الكثير من الاهتمام ..!
مالذي يمكن أن يكون مدهشاً جداً حول مبناً لم يكن قيد الاستخدام خلال القرنيين الماضيين .. !
موقعها
في موقع في أحضان سفوح جبال القوقاز تقبع بقايا رائعة من الكنيسة القوقازية الألبانية .
في قرية صغيرة يزيد عمرها عن 1500 عاماً تقع قرية كيش ، شوارعها جميلة هادئة مصفوفة بالحجارة ، خلف البيوت لوحة ٌ فنيةٌ من الجبال والوديان ، يوجد فيها العديد من الآثار المعمارية المسيحية من أشهرها كنيسة كيش أو مايُسمى سانت إليش أو كنيسة ألبانية أو كيز كيلسي .
أظهرت الأبحاث أن كنيسة كيش يمكن اعتبارها واحدة من مهد المسيحية تُظهرالتاريخ القديم لدولة أذربيجان ولتراثها الفني عبر القرون .
فقد ظلت القوقاز كياناً مستقلاً معظمهم مسيحيون من القرن الثالث الى القرن الثامن الميلادي قبل انتشار الاسلام فيها .
تاريخها، البناء والترميم
على الرغم من أن الروايات تؤكد أن الكنيسة في كيش بُنيت في الجزء الأخير من القرن الأول الميلادي
إلا أنه أُكتشف أن الموقع كان قيد الاستخدام قبل بناء الكنيسة .
ففي القرن الأول الميلادي أتى القديس سانت إليش الى القرية وأقام مكان العبادة ومنها انطلقت دعوة التنوير الاولى لأهالي المشرق ودام ذلك لعدة قرون ، في حين أثبتت الحفريات وجود مذبح تحت الكنيسة يرجع تاريخه الى 3000 عام قبل الميلاد ما يؤكد على قدسية مكان الكنيسة الحالي وانه استخدم لعبادات مختلفة .
في منتصف القرن التاسع عشر أعيد ترميم الكنيسة بعد ضم الكنيسة الألبانية مع الكنائس النشطة من مثل الجورجية والروسية في الكنيسة الرسولية الأرمينية .
في العام 2003 تم الانتهاء من عميلة الترميم التي دامت قرابة الثلاث سنوات والتي تبنتها الدولة النرويجية لكشف الخفايا التي أكتنفتها الكنيسة طوال القرون الماضية .
وتم تحويل الكنيسة الى متحف ٍ متاح للزوار الذي يحبون الوقوف على التاريخ فقد تم عرض المحتويات التي أُخرجت أثناء عملية التنقيب لتكون شاهدة ً على قدم وجود الانسان في هذه المنطقة ، مع عرض لبقايا العظام والهياكل المتبقية التي ترجع للعصر البرونزي فهي معروضة داخل صناديق زجاجية يمكن للزائر مشاهدتها .
أسرارها وخفاياها
لاحظ العلماء أثناء عملية الحفر أن المكان مؤلف من أربع طبقات ، تحكي كل طبقة قصة عصر مرّ على هذا المكان ويحكي مالذي كان يشغله هذا هذا المكان !…
الكل يجمع أن المكان له قدسيته على مر الازمان لكن في كل مرة كانت العبادة تختلف فيه من أناس لآخرين .
وصلوا في أعمال الحفريات الى الطبقة الدنيا التي يستحيل أن تكون تحتها ترجمة لحياة سبقت ،ووجدوا أنها ترجع للعصر البرونزي فقد عثروا على أعمال خزفية وتحف طينية ترجع لتلك الحقبة .
كما أنهم وجدوا بقايا هياكل عظمية مصفوفة بشكل متناسق تبين أن الموقع استخدم كمقبرة قبل بناء الكنيسة عليه ، كما أنهم عثروا على قطعة من النقود ترجع لأحد ملوك الساسانيين الذي حكموا المنطقة قد كتب عبارة (قد يزداد مجد كافاد ) وهو أحد ملوك الساسانية الذين حكموا في عام 526 للميلاد ، مع نقش على جهة من العملة يمثل مذبحاً زرداشتياً .
توصل العلماء على تأكيد نظرية وجود بناء الكنيسة القديمة في القرن الاول الميلادي من خلال البقايا من التحف والآثار التي ترجع الى ذلك العصر وبذلك يثبتون أنها هي الكنيسة القديمة في القوقاز والمشار إليها في تاريخ ألبانية. أما بالنسبة للهيكل فقد توصل العلماء أن بداية بنيانه كانت كهيكل بسيط مقوّس في وسط القاعة ، تبيّن أن بعضاً من جانب جدران المبنى ترجع للقرن الخامس الميلادي بعد دراسة الجدران الحالية للمبنى وبعد دراسة التربة والطين المستخدم في عملية البناء والترميم لجدران الكنيسة تبين أن الإضافات ترجع من القرن السابع الى القرن الثالث عشر .
هل هي ألبانية أم أرمينية ؟
يدّعي الارمن أن الكنيسة أصلها أرمني بحسب ماذُكر في تاريخهم أنهم قد أقاموا الكنائس في أذربيجان ومنها كنيسة كيش ، لكن هذا الكلام غير صحيح فيما ذكر عن كنيسة كيش بدليل ماوجد على جدران الكنيسة من تصورات للمسيح عليه السلام حول شخصيته ، ففي الكنيسة الألبانية ( كيش ) تُصوّر الرسومات الى أن المسيح ذات طبيعة مزدوجة بين الإنسانية والألوهية وهو الذي سائد اليوم عند أتباع الكاثوليك والبروتستانت ، أما الأعتقاد السائد عند الكنيسة الأرمنية أن الإله تجسد في شخصية المسيح فأسبغ عليه صفة الألوهية .
وهذاالشئ يثبت بطلان دعواهم أن الكنيسة هي أصل أرميني ، وإنما يُعزى أنها ببعض رسومها تشير الى صحة اعتقادهم فنقول : أن ماساعد هذالكلام على الظهور أنه نتيجة لهجرة الأرمن على يد الأتراك والايرانيين الى هذه المناطق ، قد وجدوا كنائس قد عُطلت لقرون فبدلاً من بنيانهم لكنائس جديدة أخذوها ورمموها وأضافوا عليها مايمثل معتقدهم من رسوم وغيره .
تم إزالة جميع النقوش والزخارف التي أُضيف للكنيسة في القرن التاسع عشر والحديث منها بغية الرجوع لأصل بناء الكنيسة كما جاء وصفها في العصور الوسطى بدون أي أضافات .