جدول المحتويات
مقدمة :
عرفنا سابقاً التفكير الإبداعي وقلنا أنه القدرة على إنتاج شئ جديد من العدم يعني إيجاد حلول مختلفة لأي نوع من المشكلات ، أيضاً عرفنا أن الإبداع ليس مجرد موهبة إنما هو مهارة مكتسبة يمكن تطويرها بالتعلّم .
يختلف الإبداع والإبتكار من شخص لآخر حسب الظروف التي نشأ فيها الشخص وتقيده بالعادات والتقاليد ، إن كان مقيداً بعاداته وتقاليده كانت أفكاره محدودة وغير منتجة وليس له أي فرصة بالإبداع ، وهو ما يعرف بالتفكير داخل الصندوق يعني أفكاره ونتائجه تأتي محدودة حسب العُرف والتقاليد .
أما إن كان الشخص على قدر عالٍ من العلم والمعرفة لا يتبع عاداته وأفكاره تأتي غريبة وابداعية ويجد حلولاً دائماً لمشاكله فاعلم أن هذا الشخص يتبع التفكير الذي يكون خارج الصندوق ، فإذاً هو نوع من أنواع المهارات.
تعريفه :
التفكير بأسلوب خلاَق يخرج عن المألوف ، يعتبرنوع من أنواع التفكير الاستراتيجي الذي يساعد على تحفيز الدماغ كثيراً فهو يحفَز الابداع والابتكار ويهيئ لولادة أفكار جديدة .
إذاً هو تفكير بطريقة مختلفة غير تقليدية ، يُعنى بالطُرق الغريبة وعدم التفكير بالأشياء الواضحة .
فهو سلوك يقوم على تجاوز الحدود والاتجاهات الطبيعية التي تصل إليها عادة في التعامل .
لا يمكن القول أن التفكير داخل الصندوق أمراً سيئاً ، بل بالعكس هو أمر في غاية الأهمية لتنفيذ وتحليل مجموعة متنوعة من المهام بدقة.
ماذا يعني التفكير خارج الصندوق ؟
في القرن السابع عشر أثبت العالم جاليليو جاليلي نظرية مركزية الشمس وأن الأرض ماهي إلا جِرماً يدور في فلك الشمس ، النظرية قامت على أُسس فيزيائية هدمت نظريات قديمة كانت صامدة لقرون عدة .
هو لم يتبع ماقاله الناس بل فكَر بأساليب جديدة أحدث من خلالها انقلاباً فكرياً في مجال العلوم ، بالرغم من محاربة الكنيسة له في ذلك الوقت إلا إنه تمسك بما توصل إليه فكره وعلمه ولو لم يصرح بما أكتشفه على عكس ما كان معتقداً سابقاً لبقي اكتشافه غير معروف لفترة طويلة من الزمن .
التفكير خارج الصندوق يعني ببساطة أنك على استعداد للنظر في حلول وأساليب مختلفة للوصول الى النتيجة المرجوة عن طريق اتباع الطرق الغير مألوفة ، الخارجة عن التقليد العام المتبع ، فالأشخاص إذا قبلوا الأشياء كما هي فلن يكون هناك أيُ ابتكار أو تطور في العالم ، فلو لم يفكر توماس أديسون بالمصابيح الكهربائية بطريقة خارجة عن الصندوق المعتاد ؛ لما وصلت الكهرباء لما عليه الآن.
المزايا التي يمكن أكتسابها من التفكير خارج الصندوق :
-
الحصول على أفكار جديدة :
كل من يفكر بشكل خارج عن المألوف ويحاول التحدي وإبداع حلول رائدة وجديدة يحصل دوماً على أفكار جديدة تمكنه من حلِ المشاكل بفاعلية وكفاءة أكثر من غيره .
التفكير خارج الصندوق يؤدي الى توسيع رؤيتك للعالم بشكل مختلف يتيح لك ذلك بالحصول على رؤية أوسع للأحداث في حياتك المهنية ، عند التفكير داخل الصندوق بدلاً من خارجه يمكن أن يتوقف نمو حياتك المهنية.
-
الاستفادة من فرص الأعمال :
سوق الطلب في تجدد مستمر كما هي باقي الامور في تطور مستمر بتطوَر الزمن والعقل البشري ، التكييف مع المستجدات واحدة ٌ من أعمق تأثيرات التفكير خارج الصندوق .
رجال الأعمال المنغلقين على أنفسهم متبعين الطرق التقليدية بأفكارهم مع مرور الوقت سيجدوا أنفسهم خارج المنافسة من سوق الأعمال ، شركة نوكيا أكبر مثال على ذلك ؛ لم يفكروا بما يجب عليه المستقبل ولم يوكبوا تطور التكنلوجيا ، خرجوا من السوق التنافسي بمجرد وصول التكنلوجيا الى الهواتف الذكية .
الافراد الذين يفكرون ويتبعون استراتيجية التفكير خارج الصندوق يستفيدون بشكل أكبر في كافة الاتجاهات والمستجدات التي قد تطرأ على السوق بأي وقت قبل غيرهم وممكن أن يكونوا مرجعاً في هذه الامور لاحقاً.
-
كسب المزيد من العملاء :
في التفكير خارج الصندوق يعتبر العميل وكيفية التعامل معه وكسب ثقته ؛ العامل الأكثر تأثيراً على تقدّم العمل والإجراءات في الشركات ، بخلاف التفكير القديم السائد عند الكثيرين الذين اعتمدوا أن السعر هو العامل الأكثر جذباً للزبون.
كيف تجعل من التفكير خارج الصندوق فعَالا ً ؟
- مراقبة المتغيرات والتطورات في العالم باستمرار وتعلم الأفكار الجديد التي يمكن أن تستفيد منها في حياتك اليومية .
- المطالعة باستمرار وقراءة المواضيع المفيدة التي تصدر بين فترة وأخرى لأن القراءة تُغني فكر القارئ وتعمل على زيادة مستوى الادراك والوعي والملاحظة كما أنها تحفز الدفاع على التفكير بأساليب مختلفة .
- تنمية القدرات الخاصة على الملاحظة باختبار بعض الأشياء باستمرار واتباع أسلوب الخرائط الذهنية في أكثر المشاكل لإستنباط حلول أكثر إبداعية ( الخرائط الذهنية تنظَم الافكار داخل الدماغ بأسلوب ذكي وعملي )
- الابتعاد عن السلبية والتشاؤم في كل الامور ذلك أن الابداع عدو التشاؤم والاحباط يعتبر العقل الصحي مصدراً ومنبعا ً لكثير من الأفكار الجديدة .
- تخصيص وقت إضافي للرياضة الجسمية والرياضة الذهنية والمحافظة على الراحة والتخلص من جميع الضغوط والقيود لأن الافكار الجيدة رهن الراحة الجسمية والعقلية ، النجاح الحقيقي يمكن بلوغه فقط عندما تكون بصحة جيدة بدنياً وذهنياً حيث تعتمد الأفكار الجيدة على وجود أدمغة حكيمة.
نتائج التفكير خارج الصندوق :
-
إيجاد حلول إبداعية :
يتم ذلك عبر عدة أمور من أهمها :
- تغيير وضعك الحالي باستحداث عادات غير التي أنت عليها ، من أهمها أخذ شاور ؛ يعتبر الحمّام من الامور الفعالة بشكل غريب ، الافكار المذهلة غالباً ما تأتي أثناء الاستحمام .
- إجراء عملية العصف الذهني وإسقاطها على شتى التساؤلات وانتقاء الأفضل – راجع مقالة العصف الذهني -خاصة الأفكار المختلفة والغريبة ، في هذه الأثناء يجب تجنب التشاؤم في أي عارض قد يطرأ مثل : لانمكلك الوقت الكافي أو لن تستطيع حل هذه المشكلة .
- أعد تصور المسألة وذلك بإعادة النظر الى المشكلة أو المشروع بطريقة جديدة ، ممكن أن تطرأ أفكار لم تفكر بها من قبل قد تقلب المسألة رأسا ً على عقب لأن ذلك يساعد العقل على النظر إليها كمقومات بدلاً من النتائج التي يجب أن تكون موجودة.
- إعمال العقل في التخييل لأن ذلك يساعد على ربط الأشياء وعمل نماذج وهذا أهم شئ عندما يكون التفكير خارج الصندوق ،
- الخيال يساعد على صنع روابط لم تكن لتقوم بها في الظروف العادية ، إذا وُجدت صعوبة في التفكير خارج الصندوق حدد لنفسك معايير يجب إتباعها في تفكيرك ، يساعد ذلك في توضيح الأمور الغامضة ويفتح المجال لتنوع الاسئلة.
-
الحفاظ على إبداعك لفترة طويلة :
حتى تستطيع المحافظة على إبداعك وانجازاتك لفترة أطول من الزمن عليك اتباع عدة أمور :
- التخلّص من السلبية : نعتبر السلبية أكثر شئ قد يعيق العقل عن التفكير خارج الصندوق ، فلو حدثتك نفسك باستمرار أنك لن تستطيع التفكير بإبداع أو أنك ترفض كل فكرة لأنها موجودة سابقاً فلن تأتي الافكار الجيدة وبالتالي لن يكون أي مبدع موجود .
- الحفاظ على مستوى إبداعك حيث أن الابداع يحتاج للتدريب باستمرار حتى يبقى موجوداً ، إعمل على تنمية قدراتك الابداعية باستمرار بحيث إذا تعرضت فجأة لموقف يحتاج للتفكير تكون مستعداً لطرح الافكار .
- عدم الإلتزام بعادات وطرق ثابتة ومكررة في التفكير لأن الابداع يظهر عند التفكير بالأشياء الغريبة كأن تقوم بين فترة وأخرى بعمل أشياء لم تكن تخطط لها من قبل .
- تعلّم أشياء جديدة فكلما أتسعت آفاقك التعليمية كلما استطاع العقل بالمجيئ بأفكار مبتكرة.
-
الاتصال بالآخرين بصورة أكثر إبداعاً :
الانسان بطبيعته كائن إجتماعي عليه أن يحافظ على مجموعة من الأشخاص المبدعين تحيط به بإستمرار ، ذلك أن الابداع عندك سيبقى مستثاراً عند تشجيع غيرك على الإبداع في شتى المجالات والأفضل أن يكونوا في غير مجال عملك لأنهم سيعطوك منظوراً مختلفاً لعملك لم تكن تعرفه من شخص لديه نفس أفكارك ،
تعلم الاستماع والانتباه لأفكار الآخرين ، يمكن دراسة أفكار المبدعين سواءً التي نجحت أو التي لم تنجح والتعّلم منها ،
الاستماع مفيد لترتيب أفكارك قبل النطق بالاحكام ومنه يساعدك على تجنب تكرار نفس الافكار.