جدول المحتويات
تعتبر دولة أذربيجان واحدة من الدول التي تقع بين القارات ؛ جزء في آسيا وجزء في أوروبا ، مثلها مثل تركيا وروسيا.
يرجع ماضي الدولة الى آلاف السنين ، عُثر على بقايا مدينة تحت الارض ترجع لألفي عام ولوحات صخرية تعود الى العصر الحجري ، تم العثور على كهوف ترجع للعصر البرونزي وأدلة لمستوطنات بشرية يعود تاريخها الى العصور القديمة .
تعد لوحات غوبستان والبالغ عددها 6 آلاف نقشاً حجرياً مدرجة ً ضمن قائمة اليونسكو للتراث ، تثبت هذه الوحات على وجود الحياة البشرية قبل الميلاد بألاف السنين .
حيث خضعت البلاد لكثير من الامبراطوريات ؛ من الاسكندر الاكبر الى الامبراطورية العثمانية مروراً بالفارسية والروسية .كل ذلك بسبب موقعها الهام مابين الشرق والغرب ، فهي وجهة غنية متغيرة باستمرار يعتبرها الكثيرون الشرق في الغرب ، والغرب في الشرق .
تم اجتياح أذربيجان من قبل الأخمينين ( الدولة الفارسية ) بقيادة الملك قورش العظيم قبل الميلاد بحوالي 500 عام ومع سيطرت الأخمينين صارت ديانة الدولة الزرادشتية حيث كانت ديانة أهل فارس ، ويمكن مشاهدة الآثار المتبقية لمعابد النار المنتشرة في البلاد ؛ ومنها عرفت بأنها أرض النار ، فالنار في عقيدتهم كانت مقدّسة .
ساهم في نشر هذه العقيدة النار التي لم تُطفئ قرب العاصمة من آلاف السنين لا في الصيف ولا في الشتاء .
كانت دولة أذربيجان تدعى ( البرزخ الميدي ) ذلك أنه عبر طرقها يمكن اختراق الهضبة الشمالية الايرانية وقد ساعدت هذه الهضبة في جلب كثير من الناس من العمق الايراني واستقرارهم حول بحر قزوين ، كما أن جبهة أذربيجان كانت تعد حصناً منيعاً للقادمين من جبال القفقاس باتجاه الدولة الاخمينية .
ثم وقعت الدولة لحكم اليونانيين أيام الأسكندر الأكبر قبل الميلاد بحوالي 300 عام ، بعد ذلك كانت الدولة الفارسية وصار حكمها يمتد وينتشر وتزداد رقعة الحكم فاصطدمت مع الامبراطورية الرومانية على احتلال أذربيجان .
سيطرت الامبراطورية الفارسية على منطقة ألبانية القوقازية من القرن الأول الى القرن الخامس الميلادي ، الى أن وصلت الخلافة الاسلامية الى المنطقة ودخل أكثر الناس في الاسلام ، بعد ذلك سكنتها قبائل الأغوز التركية وسيطرت عليها الدولة السلجوقية بعد ضعف الدولة العباسية .
بعد ذلك سقطت تحت غزوات تيمور لنك وأصبح الحكم فيها لسلالة محلية مدعومة من المغول هم الشروان شاهيين وامتد حكمهم على البلاد من سنة 861 الى 1539 للميلاد .
بعد ذلك وقعت الدولة تحت حكم الصفويين ، وكان من الأسر الايرانية الحاكمة في البالاد القاجاريين ؛ لكن حكمهم لم يدم طويلاً وحكمها الخانات الذين كان ولاؤهم لإيران ، بقي حكم الخانات الى سنة 1813 ميلادي حيث وقّعت الامبراطورية الروسية والايرانية على معاهدة تنص على عدم مطالبة ايران لأي منطقة من أذربيجان ، فدانت المنطقة لحكم الامبراطورية الروسية ،
وبقيت كذلك الى وقت خروج الامبراطورية الروسية مهزومة ًفي الحرب العالمية الأولى ، فأعلنت قيام جمهورية أذربيجان الديمقراطية في سنة 1918 ميلادي ، تعتبر بذلك من أوائل الدول البرلمانية في القرن العشرين ، أضف إلى ذلك أعطائها حقوقاً للمرأة مساوية ً للرجل في الأمور السياسية ، وأُسست جامعة باكو الحكومية فكانت بذلك من أوائل الدول المؤسسة للجامعات الحديثة في منطقة الشرق الاسلامي .
لم تدم الديمقراطية إلا سنتين فقد كانت مطمعاً لكثير من الدول ومازالت ؛ كيف لا وقد أُكتشف النفط والغاز وقتها في أراضيها بالإضافة الى الموقع الاستراتيجي الواقعة فيه من توسطها بين أوروبا و آسيا .
ففي عام 1920 غزا الجيش الأحمر الروسي أراضي أذربيجان وأستباح أراضيها ، وبذلك أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفيتي ولم تتخلص منه إلا عند انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 عندها استعادت الدولة استقلالها .
بما أن أذربيجان ملتقى الشرق بالغرب ونتيجة ً لماضيها الديناميكي وموقعها المميز في الطرق التجارية القديمة بين آسيا وأوروبا ؛ فبإمكانك العثور على آثارٍ من الماضي وعبق الحضارات التي مرّت على البلاد ؛ يمكنك العثور على خانات ونزل ( كرفان سراي )
على أطراف الطريق التجاري الشهير ( طريق الحرير ) الذي كان همزة وصل بين آسيا وأوروبا ،
يمكنك أن تشاهد معابد النار التي أتخذوها للعبادة أيام الزرادشتية ، يمكنك مشاهدة المساجد والزخارف الاسلامية عندما دخلها الاسلام
بإمكانك مشاهدت بقايا كنائس قديمة بُنيت في القرون الاولى بعد السيد المسيح .
بلدٌ يجتمع فيه التاريخ والأصالة مع الحداثة التي دخلت بسرعة عجيبة الى البلاد واستطاعت مواكبتها ؛ فتجد أبنية جميلة تعتبر أيقونة للبناء في العالم .