جدول المحتويات
ذا كنت من الذين يبحثون في سفرهم عيش التجربة الثقافية والاجتماعية للسكان المحلين على اختلاف أعراقهم وثقافاتهم للوقوف على معالمهم التاريخية وتراثهم العريق فإن ماتبحث عنه لا تجده إلا في جبال القوقاز ؛ حيث تقدّم هذه الجبال إضافة ًجديدة إلى كل تجربة رائعة بين الطبيعة الساحرة .
حديث اليوم عن أقدم قرية مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين في العالم ، هذه القرية هي قرية خيناليق أو خينالوغ ، تقع الى الشمال مباشرة من قوبا وسط سلسلة جبال القوقاز ،على سفوح جبال عالية ومنحدرات صخرية ولذلك هي قرية تكاد تكون معزولة عن العالم الذي حولها ولهذا السبب كانت بعيدة عن أطماع الغزاة .على ارتفاع 2350 متر فوق مستوى سطح البحر تتربع قرية خيناليق الأثرية ، يسميها أصحابها كياتولغتهم كيتس ميتس يتجاوز عمر القرية 5000 سنة ، لهم لغة خاصة بهم يتحدثون بها مع بعض .
يعتبرون أنفسهم أحفاداً مباشرين الى النبي نوح عليه السلام وفقا ً لمعتقداتهم ،حيث يقولون أن السفية رست بعد الطوفان في جبل خيناليق .
فهم يقولون أنه بعد الطوفان قرر ابن نوح عليه السلام يافت البقاء مع أبنائه الذين أصبحوا أجداد الشعب القوقازي ، واكتشاف الاصداف البحرية وبقايا الاسماك في هذه المنطقة المرتفعة هو مايؤكد معتقدهم أن ّهذه الارض كانت تغطيها المياه .
يعيش في القرية حوالي 2000 شخص موزعين على 380 بناءً حجرياً قديماً يرجع عمر البيت من 200 الى 300 سنة ، يحظر البناء في القرية أو ازالة أي بيت منها نظراً لتعينها محمية طبيعية .
السكان مقسمين الى أربع عوائل كل عائلة لها مقبرتها الخاصة ولها نمط معين باللباس أو النقوش وزخارف السجاد يميزها عن العائلة الاخرى .
وهي بدورها مختلفة ً تماما ً عن زخارف السجاد الموجودة في باقي المناطق الاذربيجانية ؛ فحرفيوا هذه القرية لهم فلسفتهم الخاصة بهم في التطريز اليدوي والتصاميم الزخرفية المتنوعة على الكتان الابيض بإستخدام خيوط ملونة عادة ً مايتم بيعها الى قوبا أو الى القرى المجاورة ومما يعتبر مميزاً في حياكتهم للشالات المطرزة أوللجوارب الملونة التي يمكن للسائح أقتنائها عند زيارة القرية .
عسل الجبل عندهم يعد من أشهر أنواع العسل وبالأخص عسل شهر آب الذي يقول عنه أهل القرية أن ّفيه شفاء من سبعين مرض .
الجو يتراوح في الصيف من 18- 20 درجة بينما في الشتاء ممكن أن تنخفض الحرارة الى 30 درجة تحت الصفر ، لذلك يستخدمون الطوب المصنوع من القش والسماد كوقود لفصل الشتاء البارد .
قبل الاسلام كان أهل القرية من أتباع الزرادشتية لكنهم اليوم يتبعون الاسلام وهم متدينون جداً من أتباع المذهب الشافعي .في القرية عشرة مساجد من أقدمها مسجد الجمعة الذي بُني في القرن الثاني عشر .
يوجد الكثير من الاماكن الأثرية حول القرية من أهمها المقابر الثمانية الواقعة بين الجبال مكتوب على شواهدها بأبجديات مختلفة يحكي قصة صاحب كل قبر مدفون فيها .
تكثر الكهوف والمعابد التي كانوا يتعبدون فيها النار ، كذلك تكثر الأضرحة المقدسة التي يزورها الناس من أجل الاستشفاء إما من آلام الاسنان أو الوقاية من العين والحسد وغيرها من الأمراض .
في عام 2006 تم بناء طريق القرية بما حولها فتغيرت معها الكثير من حياة الناس هناك فأصبح بإمكانهم الذهاب لقوبا لشراء مايلزمهم وبيع منتجاتهم والأهم صار للزوار الذين يريدون رؤية أقدم المستوطنات المأهولة بالسكان في العالم قادرين على الذهاب بسهولة .
تفتخر خيناليق ببعض من أفضل أمكان التنزه والتخييم في أذربيجان ، فالمناطق المحيطة بالقرية مفتوحة على مصراعيها تشمل الكهوف القريبة مع شلالات صغيرة للماء التي تعتبر تصفية لمياه الصخور المنحدرة .