جدول المحتويات
عرف بالقلعة الغارقة .. محاطة بهالة من الأسرار والأساطير ، كانت من أقوى القلاع الدفاعية للعاصمة باكو ؛ أما الآن جزيرة مرئية فقط على ساحل بحر قزوين ، كانت مشهورة منذ قرون ثم فُقدت لعدة قرون ، سبايل أو بايل . تقع مقابل البوليفارد في العاصمة باكو .
عُرف تاريخ بنائها من النقوش الموجودة على الحجارة المتبقية من القلعة بعد استخراجها من المياه ، ففي الفترة من عام 1232 – 1235 ميلادي قام الشيروان شاه فاريبورز ببناء القلعة لتكون جزءً من الأسوار الدفاعية لمدينته من جهة البحر .
ولكن لم تدم طويلاً القلعة فقد اختفت مع الجزيرة التي بُنيت عليها ، ولعل من أصح الأقوال وأقربها للمنطق أن زلزالاً قوياً ضرب مدينة باكو عام 1306 للميلاد أدى ذلك الى انهيار القلعة وغمر الجزيرة بالماء ، وبقيت تحت الماء لعدة قرون الى أن تم اكتشافها صدفةً في بداية القرن الثامن عشر عند انحسار بحر قزوين حيث عادت أطلال القلعة بالظهور على سطح البحر .
ويعزي آخرون أن تدميرها كان على يد الاسكندر الاكبر وفي رواية أن المغول هم من دمروا القلعة .
في بداية القرن الماضي قامت بعثة من علماء الآثار بالتقصي عن القلعة وتم استخراج أكثر من 700 حجراً منقوشاً عليه على شكل لوحات مكتوبة بالخط العربي والفارسي أيضاً لزخارف وصور لأشخاص وحيوانات ؛ ساعدهم ذلك على معرفة تاريخ القلعة .
ففي عام 1939 ميلادي قام معهد التاريخ في أكاديمية العلوم بمشروع للتنقيب والبحث عن القلعة وأسرارها ، استمر العمل 30 عاماً حتى 1969 ميلادي .
وُجد من خلال البحث أجوبة ً لكثير من الأسئلة الأساسية من مثل : متى بُنيت وماذا كانت ومن بناها ولماذا ؟
بعد مرور عدة قرون من الزمن والقلعة موجودة تحت الماء فإن ذلك أثّر سلباً على التعمق أكثر في أسرار القلعة . فالأمواج وتضاربها بصخورها محت أكثر معالمها ولم يتبقى إلا أساساتها و 700 حجراً مستخرجه من المياه ، إلا أن الحجارة كانت كفيلة بإعطاء الاجوبة الازمة لمعرفة أسرار القلعة .
تسجّل المنحوتات نمط لفن العمارة في عصر الشروان شاه مستخدمين لغة الدولة آنذاك وهي اللغة الفارسية مبتدأة الكلام ببسم الله وهي مايدل على دين البلاد ، أما ظهور الرسومات والمنحوتات لليحيوانات فيعتقد أن صورة كل حيوان ترمز الى زمن حكم كل حاكم من الشروانيين خاصة وأنهم وجدوا قرابة 11 اسماً من الحكام مكتوبة على الصخور .
في العام 2008 تم اكتشاف أنفاق يعتقد أنها تصل بين قصر الشروانشاه والقلعة .
القلعة تحتوي على تسع غرف اثنان منها فيها موقد ، يعتقد العلماء أن القلعة كانت تستخدم للدفاع أثناء الحرب وفي الأيام السلمية كانت تستخدم للعمليات التجارية حيث كانت السفن الكبيرة ترسي في القلعة ويتم تفريغ البضائع فيها ليتم بعد ذلك نقلها الى الشاطئ بسفن صغيرة .
يتم عرض أجزاء من الحجارة المستخرجة في فناء قصر الشروان شاه في المدينة القديمة لتكون بمثابة متحف في الهواء الطلق يشاهده الناس ليتعرفوا أكثر على القلعة الغارقة التي اُشتهرت منذ قرون وفُقدت لعدة قرون .