جدول المحتويات

أذربيجان مهد الحضارة القديمة التي تمتد لآلاف السنين ، تمتاز بمعالمها وحصونها وآثارها ، تقع البلاد في منطقة جنوب القوقاز ؛ تمتد على غرب آسيا وشرق أوروبا .

عاصمتها باكو ؛ تعتبر المدينة متمازجة الثقافة ، فهي من ناحية مدينة ذات طابع أوربي ومن ناحية أخرى ذات طابع اسلامي شرقي ،

فطراز العمارة فيها متنوع بحيث يختلط الطابع المعماري  الاسلامي القديم -المتمثل بالقلاع والأسوار الأثرية –

بالطابع المعماري الحديث كالأبراج العالية والفنادقة الفخمة المنتشرة بكثرة ؛ مع الطابع الروسي المتمثل بالمسارح والمباني الحكومية.

مراحل العمارة الأذرية

العمارة في أذربيجان مرّت بمراحل عدة منها : مرحلة قبل الاسلام  – مرحلة العمارة الاسلامية – المرحلة الروسية – مابعد الاستقلال والتي أخذت الطابع الاوربي .

بدأت قصة العمارة في أذربيجان حيث الكهوف الطبيعية التي يسكنها أناس بدائيون في قمم جبال تاليش وسفوح جبال القوقاز الكبرى بالاضافة الى المستوطنات البشرية التي كانت موجودة في منطقة قوبستان ،

الآثار المعمارية في أذربيجان تنتشر في نطاق واسع يرجع تاريخ بعضها الى العصر البرونزي ، وفن العمارة هو فن انشاء المباني وفق معايير جمالية وهندسية سواء كانت صغيرة أو كبيرة أو حتى وان كانت كهوف صخرية .

حيث كانت الكهوف تعتبر بمثابة منازل للناس القدامى وقد حاولوا تكييف الكهوف الطبيعية مع نمط حياتهم ، ونتيجة لزيادة الوعي حفروا المداخن في السقوف لتوجيه الدخان الى الخارج ، وقاموا بحفريات تجاويف على الجدران للمحافظة على أدواتهم ؛ بعد ذلك ظهرت الكهوف الصناعية التي أُجدت لأغراض أمنية ثم بدأ الناس ببناء الأكواخ الطينية وبعض ٌ منها نصف طينية وهي مرحلة من مراحل ابتكار البناء .

مرت المباني القائمة على كهوف اصطناعية بطريق طويل للتطور التاريخي حيث بُنيت حسب الظروف المناخية المحلية واكتسبت العديد من صفات التخطيط المعماري ،

ثم شُيدت عدة مباني مجتمعة مع بعضها وبهذا يكون بداية التجمعات السكانية والتخطيط لبناء البلدات والمدن بعدها ظهرت الجدران الطويلة التي تعتبر دفاعية عن التجمعات السكانية وكان ذلك في فترة ألبانية القوقازية في القرن الرابع قبل الميلاد .

وظهرت بعدها المعابد وصوامع العبادة التي مازال آثارها الى الآن في كثير من البلدات في اذربيجان .

العمارة في اذربيجان تحتوي على كثير من الكنوز المعمارية القديمة التي كانت قائمة في العصور الوسطى و مازالت آثارها صامدة ً الى الآن ؛ مثل برج العذراء وقصر الشروان شاه وقصر شاكي خان و الكنيسة الالبانية وكنيس كيش وغيرها كثير .

العاصمة الأولى لأذربيجان

بعد أن ضرب زلزال مدمر مدينة شماخي عام 1191 ودمر معظم المدينة تم نقل العاصمة الى مدينة باكو وعندها أمر الشيروان شاه ( مانو شهر ) الثالث أن تكون المدينة محاطة بالأسوار وتم بناء المجمع الحكومي داخل أسوار المدينة ،

وهو مايعرف الآن بقصر الشروان شاه الذي يعتبر من أروع الآثار المعمارية في القرون الوسطى من تاريخ أذربيجان .

لم يُبنى  المجمع دفعة واحدة إنما تمت إضافة أكثر أقسامه في القرن الخامس عشر ، ساعدت النقوش الموجودة على بعض الأماكن في فهم التاريخ والمعنى الحقيقي لأكثر البناء ، وذلك من مثل الكتابة الموجودة على قبر داخل قصر الشروان شاه والذي أنشأه الشروان شاه فاروخ يسار لنفسه ؛

حيث كان يعتقد بعض الباحثون أن المكان خزنة للمال أو بناء لتنفيذ عمليات الاعدام ، لكن الكلام حُلّ بعد أن تبين أنها آيات قرآنية وكلام فيه دعاء الى لله تعالى يطلب العفو والمغفرة بعد الممات .

مدرسة أذربيجان المعمارية

بالعموم العمارة في أذربيجان تطورت كثيراً بعد دخول الاسلام على أكثر أراضيها وكان ذلك في القرن السابع الميلادي ، حيث بدت واضحة آثار العمارة الاسلامية في بنائها وزخارفها ؛ فمازالت آثار المدينة القديمة المسورة التي تتوسط باكو تشبه حارات كثيرة من المدن العربية بشوارعها الضيقة وزخارفها الاسلامية وشوارعها المرصوفة بالحجارة .

في تلك الاثناء في القرنين السادس والسابع عاصر بناء الكنائس المسيحية والتحصينات الدفاعية في مقاطعة ألبانية القوقازية حيث بُنيت المعابد في منطقة غابالا والكنيسة الألبانية في مدينة أغوز .

من خلال انتشار فن العمارة الاسلامية في أذربيجان ظهرت العديد من المساجد والحمامات والأسواق ، بالاضافة الى انتشار مجموعة من الخانات التي تُسمى ( كرفان سراي ) على مفترق الطرق الواقعة على طرق التجارة .

تم إنشاء العديد من المدارس المعمارية في أذربيجان في القرن العاشر الميلادي ، تم تدمير أكثر هذه المعالم الأثرية  – التي قامت بأيدي المهندسين المهرة الذين تخرجوا من تلك المدارس – على أيدي المغول عند غزوهم لأذربيجان .

في أوج تطور العمارة في أذربيجان ذاع صيت المهندسين الأذربيجانين حيث برعوا في أعمالهم وقد خلّد التاريخ لنا أسمائهم من خلال أعمالهم .

تشكل مدينة باكو القديمة كتلة ً معمارية متجانسة ، أغلب مبانيها وأسوارها تم بناؤها  أثناء الخلافة الاسلامية ، تعتبر المدينة القديمة لوحة تصويرية متنوعة الالوان ، فالبلدة شرقية الطراز بالمقام الاول ، أحياؤها ضيقة تشكل كتاهة لغير قاطنيها ،

شوارعها مصفوفة بالحجارة والبلاط ، من أبرز معالمها قصر الشروان شاه وبرج العذراء ومسجد الجمعه وعدد من الحمامات ، أدرجتها اليونسكو الى قائمتها في مواقع التراث العالمي سنة 2003 ميلادي

شاركنا تعليقك

مقالات أخرى قد تهمك

هل ترغب بمعرفة المزيد عن رسوم الدراسة في أذربيجان؟