جدول المحتويات

بدأ تاريخ فن السجاد في أذربيجان منذ آلاف السنين ، عندما كانت السجادة مادة منزلية لا غنى عنها . من القرن الثامن إلى الخامس عشر ،ثم تحولت صناعة السجاد الى فن يجسد الخيال في تكامل الصورة مع امتزاجها بالالوان الطبيعية فصارت لوحة فنية لا يكاد يخلو بيت في اذربيجان بل في أوربة إلا والسجاد الاذربيجاني معروض كلوحة على الجدران .

تحول السجاد الأذربيجاني إلى واحدة من السلع الرئيسية المصدرة من القوقاز إلى الغرب. جاء العصر الذهبي للسجاد الأذربيجاني في القرن السادس عشر ، عندما تم تشكيل مدرسة للفن الزيني الأذربيجاني. من منتصف القرن التاسع عشر ،

 الزوار  لأكبر المعارض الدولية يعجبون بسجاد أذربيجان . والآن لا يكاد يخلو معرضاً للفنون في العالم إلا والسجادة الأذربيجانية حاضرة فيه وبقوة حتى صارت المتاحف والمعارض تتزيين بالسجاد الاذربيجاني ، كيف لا وهذه الصناعة التي لها تاريخ بعيد من أقدم العصور والازمان ، وهي بدورها تطورت على يد أهلها التي أولوها جلّ اهتمامهم ، فتكاد تكون لها فلسفتها الخاصة بها .

تعتبر الفنون على تنوع أشكالها مرآة على مر التاريخ  تنعكس على حاضر الشعوب ، فتعرّف الحاضر بالماضي الذي كان .

في أذربيجان نوع ٌ من الفنون ظل راسخاً من قبل الميلاد الى الآن وهو فن النسيج وصناعة السجاد ويعتبر هذا من الاشياء النادرة الحصول أن يخلّد فن ٌ عراقةَ َوأصالة شعب في العالم  حيث يعود تاريخ نشأتها الى الالف الثالث أو الثاني قبل الميلاد .

يمتلك الأذريون ثقافة غنية متميزة ينتمي جزء لا بأس به للفنون الزخرفية اليديوية ولعل من أهمها صناعة السجاد حيث تعد من الحرف اليدوية التقليدية لذلك كانت التقاليد أن تبدأ الفتيات عندهم بحياكة السجاد في سنٍ مبكرة , ويقال أن الفتاة التي لا تعرف أن تحيك سجادة لا تطلب للزواج

 تاريخ السجاد الأذربيجاني عبر الأزمنة 

ولمّا كان السجاد يعني الكثير لأهل أذربيجان أبدعوا في تفننهم أثناء تصنيعه ، فقد كان الفنانون القدماء يرسلون أعمالهم الفنية لصانعي السجاد كي يحيكوها  لهم على السجاد ليتم تخليدها .

فالسجاد في أذربيجان لوحات تروي حكايات الأزمان ، ينتقل هذا الفن من جيل الى جيل ، يتم من خلاله التعبير عن الرغبات والامنيات .

أذربيجان معروفة بسجادها قبل أن يكتشف فيها النفط بالآف السنين ، فهو يعتبر مصدر فخر لها حيث يمتاز بجودته وجمال زخرفته ، فكل شعب في العالم يمتلك عناصر ثقافية محددة ويفتخر بلون ثقافي معين يميزه عن غيره من الشعوب . وهذا هو حال شعب أذربيجان الذي يفتخر بصناعة السجاد أمام العالم كله دوناً عن غيره من منطقة القوقاز .

تأثير الحقبات المتفاوتة

من الطبيعي أن تتأثر حياكة السجاد في أذربيجان بالحضارات التي مرت عليها ، بدأً من الحضارات الفارسية وعبادة النار إلى الحضارة الاسلامية وانتهاءً بالحضارة الروسية .

فخلال الحقبة الاولى قبل الاسلام كانوا يزخرفونه برسومات لحيوانات وأشخاص ونقوش ترمز لعبادة النار ، أما بعد دخولهم في الاسلام وتأثرهم بالثقافة الاسلامية تأثرت معها أعمالهم ورسوماتهم حيث حلت الزخارف الاسلامية وآيات من القرآن الكريم ورسومات من الخط العربي الجميل .

كذلك الامر بعد انضمام البلاد الى الاتحاد السوفييتي فقد تأثرت أشكال الرسومات والزخارف على السجاد فصارت صوراً لاشخاص قوميين وحزبيين . وبعد التحرر من السوفيت عادت الامور الى ماكانت عليه قبل الاحتلال .

ولما كانت هذه الاهمية لسجاد أذربيجان كان لا بد من حماية السجاد القديم الذي يعتبر أرثاً تاريخياً للبلاد فأنشأ متحف السجاد في مدينة باكو عام 1967  في ظل الاحتلال الروسي ثم أعيد ترميمه وأخذ شكله الحالي في عام 2014 ميلادي باسم متحف أذربيجان للسجاد الذي ضم أنواعاً من السجاد ترجع من القرن السابع عشر وانتهاءً بالقرن العشرين .

يضم المتحف أكثر من 4600 قطعة سجاد وأكثر من 10000 قطعة من السيراميك والفخار والمشغولات المعدنية  يرجع تاريخها للعصر البرونزي والتي أُكتشفت نتيجة للحفريات .

متحف أذربيجان للسجاد

أُقيم المتحف على شاطئ بحر قزوين بالقرب من الحديقة الوطنية ، هو الاول من نوعه في العالم شكله يمثل سجادة مطوية ، من الخارج زُين بزخرفة جميله .

في الداخل عرض أجمل السجاد بأزهى الالوان والغالب على الالوان هو تأثرهم باللون الاحمر الذي يتفائلون به كثيراً فهو يرمز للطاقة وطرد الارواح السلبية ويجلب الحظ في حفلات الزواج .

يوجد قسم في المتحف نصبت الأنوال فيه ووضعت النساء لتغزل أما الناس وتبين طريقة عمل السجاد وكل مرحلة تمر بها صناعة السجادة .

أيضاً قسم تعرض فيه كيفية استخراج الصوف ومن ثم تنظيفه وبعدها مرحلة الصبغ حيث يتم صبغه بأوراق النباتات والفواكه ، مع فيديوهات تصويرية لكيفية العمل  بالآت القديمة والحديثة لصناعة السجاد . وقد خصص طابق يعتني ويهتم بالسجاد والحياة الأذربيجانية على اختلاف المحافظات وطريقة عمل كل منهم لأشكال ورسومات السجاد مع اختلاف الالوان فيما بينهم .

في أحد الطوابق خصص لعرض حياة المصمم والفنان لطيف كريموف الذي يعتبر من أشهر مصممي هذه الحرفة  حيث صنف السجاد الاذربيجاني الى اربعة مناطق جغرافية تتوزع على البلاد .

منها  غوبا , شيروان , كنجة , كازاخ , قرباخ , تبريز

وهو من أشهر أنواع السجاد حيث يُنسب الاسم له فيقال السجاد التبريزي . 

يتم عمل المعارض والمؤتمرات باستمرار في المتحف بمشاركات عالمية ، يضم المتحف قسم للملابس الوطنية وقسم لبيع التذكارات المحلية .

شاركنا تعليقك

مقالات أخرى قد تهمك

هل ترغب بمعرفة المزيد عن رسوم الدراسة في أذربيجان؟