جدول المحتويات

هل أعجبك هذا المقال؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك الآن!

هي بلدة مدفونة في أعماق المنحدرات الجنوبية الشرقية من سلسلة جبال القوقاز على ارتفاع 1375 متر فوق مستوى سطح البحر ، من أقدم المناطق التي سُكنت في أذربيجان.

تشتهر بتقاليدها الفريدة ومناظرها الطبيعية الجميلة ، تقع على بعد 180 كم من العاصمة باكو . 

لديها أكثر من 2000 سنة من التاريخ حيث تخبرنا الشيفرات الحجرية والأوعية الطينية الموجودة حول لاهيج أن عمر المنطقة يرجع الى العصور القديمة ،  كانت المقر الصيفي للحاكم الألباني جاسانهير… فقد جعلها الخط الدفاعي عن قلعة ألبانية .

 

لاهيج

تختلف القرية عن غيرها من القرى المجاورة لأسلوبها المعماري الفريد الذي مازال محافظاً على تفاصيله الى الآن ؛ تنقسم لاهيج الى سبعة مناطق : كل منطقة لها مسجدها وحمامها وساحتها الخاص فيها .

يرجع تاريخ بناء البيوت الى القرن الثاني عشر .

عدد سكانها الآن يجاوز الألف بقليل ؛ إلا أن ذلك لم يمنع أن تكون للقرية أثراً بارزةً في دولة أذربيجان

حيث أنها تعتبر لؤلؤة الحرفيين  من أشهرهذه الحرف حرفة النحاس تطورت فأوجدت معها مايقرب من ثمانين حرفة .

فالنّحاس كان الأكثر شهرة عن غيره في هذه القرية ، تم إدراج الفن النحاسي في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو عام 2015 منعاً من انتثار هذه المهنة ولتشجيع الحكومة الاذربيجانية لأهالي القرية فقد عفتهم من الضرائب ،فالقرية تعتبر مركزاً لتصنيع المنتجات النحاسية .

كانت القرية معزولة لعدة قرون مما أجبر أهل القرية على تطوير لغتهم ومهاراتهم الخاصة حتى أنه لم يُشق طريق الى القرية إلا في عام 1982 ، لأهل القرية لغة خاصة بهم هي لغة التات التي تعتبر من اللغات الفارسية .

 

الطريق الى القرية يحمل معه شئ من المغامرة بحكم وقوعها على أرض منحدرة ، تحيط بها قمم مرتفعة ، يشق طريقها نهر عبر ممر ضيق قد لايتسع في أماكن كثيرة لأكثر من سيارة واحدة لشوارع مصفوفة بالحصى ومنازل مصنوعة من الحجر ، تشاهد الحرفيون يفتحون أبوابهم الخشبية المطلة على الشوارع الضيقة ليعرضون منتجاتهم النحاسية ولمشاهدت مهارتهم في تحويل قطعة من النحاس الى تحفة فنية يمكنك اقتناؤها . الحرفيون النحاسيون ينقلون مهارتهم وحرفتهم من جيل الى جيل فهم يتوارثوها من الآباء والأجداد .

 

 

القمم المرتفعة التي تحيط بالقرية جعلت من الزراعة شبه مستحيلة لذلك عمدوا الى الصناعة وامتازوا بها فنقوشهم ودقة تصنيعهم خاصة بهم حتى أنه لا يكاد يخلو معرضاً أو متحفاً في أوروبة إلا وتتصدر النحاسيات التي صُنعت في لاهيج .

وقد اُعتبرت الخناجر والسيوف التي صُنعت في لاهيج في العصور الوسطى الأفضل في المنطقة ؛ أيضاً عرفت في فترة من الفترات بصناعة الفولاذ الذي تصنع المدافع منه وانما كان ذلك بسبب وقوعها في خط الدفاع الاول فما كان منهم الا أن يطوروا صناعة السلاح .

 

كذلك للذي يزور قرية لاهيج لابد له من الوقوف على سجاد أهل القرية ومشاهدة جودته وجمال نقوشه فكما قلنا أنها قرية معزولة ومنغلقة الى حد ٍ ما على نفسها ولم يشهد الانفتاح الا في الآونة الأخيرة فما كان منهم إلا أن طوروا في حرفة السجاد حتى أنّ السجاد الخاص بالقرية يعتبر من أشهر وأجود أنواع السجاد لجاذبيته في التطريز ونعومة الوبر وكثافته العالية. 

في القرية متحف صغير يمكنك زيارته ضم في جنباته مجموعة من أدوات المطبخ والأسلحة القديمة والفخار وأدوات الزراعة التقليدية بالإضافة لمجموعة من الصور لكتّاب وفنانين من أهل المنطقة بالاضافة الى المسجد القديم الذي يعود تاريخه للقرن الثاني عشر .

شاركنا تعليقك

مقالات أخرى قد تهمك

هل ترغب بمعرفة المزيد عن رسوم الدراسة في أذربيجان؟