جدول المحتويات
حول التفكير الإبداعي :
يُعّرف التفكير بالمعنى العام على أنه عملية ذهنية وعقلية يحدث من خلالها تدفق الأفكار من خلال حركة أو مشكلة تتطلب إيجاد حل مناسب لها.
عندما يعجز العقل عن إيجاد حلول بالطرق التقليدية لمعالجة مشكلة ما ؛ يلجأ حينها العقل إلى طرق أخرى تشجعه للعثور على وجهات نظر جديدة توصله الى حلول مبتكرة .
إذاً التفكير هو نوع من صياغة خطة للتغلب على العقبات وإيجاد الحلول المناسبة للوصول الى الهدف .
يوجد ارتباط وثيق بين التفكير وحل ّ المشكلات المختلفة ولا يتحقق ذلك إلا باستخدام أسلوب حصري بواسطة التفكير بأنواعه المختلفة ، يحدث ذلك عند اصطدام الانسان بمشكلة ما ، يضطر العقل الى استخدام هذه القدرة وهي التفكير لإيجاد حل ّ مناسب ؛؛ ممكن أن يأتي التفكير على أنماط متنوعة من مثل :
أنماط التفكير :
- التفكير العلمي
- التفكير المنطقي
- التفكير الابداعي
- التفكير الناقد
- التفكير الخرافي
١. التفكير الإبداعي :
نخص الكلام عن التفكر الابداعي؛ خاصة أنه يأتي بأفكار عبقرية تؤدي الى نتائج مبهرة ، تكون على شكل حركة نظامية داخل العقل للوصول الى الاهداف المرجوة .
الافكار الإبداعية لا تظهر فجأة في أذهان الناس دون سبب واضح ؛ بل هي نتيجة لمحاولة حل ّ مشكلة معينة أو تحقيق هدف معين ؛
العالم ألبرت أنشتاين لم تكن نظريته مجرد صدفة أو إلهام مفاجئ كغيره من العلماء ، بل كانت نتيجة كمية هائلة من حل المشكلات العقلية التي تحاول إغلاق التعارض بين قوانين الفيزياء وقوانين الكهرومغناطيسية كما تم فهمها في ذلك الوقت.
العباقرة والمبدعون يميلون الى هذه الطريقة دون التفكير فيها ، فهم لا ينتظرون أفكاراً إبداعية تهبط على عقولهم أو وحياً ينزل من السماء ليحل مشكلتهم بل يركزون على محاولة حل المشكلة في عقولهم .
هل سألت نفسك يوماً عن سبب تمكن بعض الاشخاص في حل أي مشكلة واكتشاف لها حلول فريدة ، ربما سألت عن سبب امتلاك بعض الشركات الناشئة ورجال الأعمال لأفكار تنجح ، في حين أنك لا تملك أي فكرة واحدة .
إذا أردت التغيير نحو الأفضل وامتلاك لنفس الرؤية ، عليك التحلي بمهارة التفكير الابداعي العملي التي تساعدك في الوصول لغايتك والتقدم في حياتك العملية مع زيادة فرص التقدم في عملك بشكل واضح .
أصحاب العمل يلجأون الى توظيف المبدعين لأنهم يساعدونهم في حل القضايا المتعلقة بالعمل ، الانسان بحاجة الى الابداع لأنه القوة الفريدة التي تجعلك تبرز في ساحة الأعمال المزدحمة ؛ فكما قلنا عن أصحاب العقول العظيمة لم يكن لهم جينات الإبداع في حمضهم النووي ولم يولدوا عباقرة.
الإبداع ليس صدفة وليس شيئاً محدوداً وراثياً ، إنما هو نتيجة لعزمك أن تكون مبدعاً ، وتصميمك على التعلّم المستمر واستخدام
استراتيجيات التفكير الإبداعي.
العقول العظيمة تفكر بشكل منتج وليس بطريقة سحرية ، عندما يواجهون مشكلة يسألون أنفسهم عن عدة طرق يمكن أن يصلوا إليها في حل المشكلة ، وكيف يمكن إعادة التفكير فيها ، وعن الطرق الممكنة لحلها بدلاً من الاستسلام للمشكلة والسؤال عن كيفية حلها .
حدد الباحثون مراحل لإتقان إبداعك العملي ؛ تبدأ بمرحلة التحضير التي يجب إعداد العقل للخوض في المشكلة المطروحة ،
بعد ذلك تقسيم المشكلة ان كان لها فروع وأجزاء وتحليل كل جزء على حِدا ، بعدها تأتي مرحلة التفكير في كل جزء وإيجاد أجوبة بعد اثارة التساؤلات والعثور على أفكار ملهمة ، في المرحلة الأخيرة تبدأ مرحلة التنفيذ بعد تذليل العقبات وهذه المرحلة هي المصير الأخير للمشكلة في طريق الحل بأفضل السبل والوسائل.
مهارات التفكير الابداعي تشمل نواح ٍ عدة ، أهمها :
- التفكير التحليلي وذلك بتفهم المشكلة ، يتم ذلك بالنظر في جميع جوانب المشكلة وما ينتج عنها .
- الانفتاح وذلك بالنظر الى الأمور بطريقة مختلفة تماماً كإعادة النظر الى أمور لم تكن في الحسبان من قبل والتعامل معها بجدّية أكثر وبعقل منفتح .
- حل المشكلة بطريقة إبداعية بعيداً عن التفكير التقليدي وذلك بإشراك موظفين أو أفراد من العائلة لمساعدتك في طرح أكثر عدد من الأسئلة مما يفتح آفاق أكثر للنقاش وايجاد الحلول .
- تنظيم الأفكار حتى يفهما الآخرون فالعشوائية والفوضوية لن تقود الى حل ٍ للمشكلة ، تحتاج الى ترتيب الأفكار وتنظيمها حتى يفهمها الآخرون ويتمكنوا من السير وراء رؤيتك والتخطيط لهيكلة خطة عمل واضحة ذات هدف و مضمون وموعد للتنفيذ .
- يجب امتلاك مهارات شفوية وتعبيرية وأن تكون مستمعاً جيداً والأهم أن تكون قادراً على فهم الموقف جيداً لتتمكن من التفكير الابداعي.
إذاً الفكر الإبداعي ليس حِكراً على أحد ، ممكن اكتسابه بالمعرفة وتطوير المهارات المتعلقة ، الشخص الأقل إبداعاً عليه أن يتعلم ببساطة استخدام هذه العملية البسيطة ليخرج بأفكار إبداعية ، ولحصول ذلك عليه أن يُخضع المشكلة الى خطوات مهمة تقوده في النهاية الى حلول ابداعية.
خطوات هامة تقود الى التفكير الإبداعي :
1- توضيح المشكلة وتحديدها بوضوح :
وذلك بتحديد المشكلة الأساسية والهدف من حلّها ، قد تتخيل أن هذا الأمر سهل ولكن في كثير من الأحيان يتم تحديد أصل المشكلة بشكل خاطئ لذلك لاتخرج بحلول مفيدة ، فلابد إذاً من من البحث عن أصل المشكلة التي تصادف أي تفكير تبحث له عن حل بشكل صحيح .
يوجد تقنيات تساعد على تحديد المشكلة الأساسية أهمها كثرة الأسئلة المطروحة على نفسك ، أو بمشاركة مع مجموعة من أصدقائك أو موظفيك أو أفراد عائلتك ( كما يحدث في العصف الذهني ) ماالذي أرغب في تحقيقه ؟ لماذا هذه المشكلة ؟ لماذا أرغب في تحقيق هذا الهدف ؟ ماالذي يمنع من من حل هذه المشكلة ؟ يجب أن يكون لديك فكرة واضحة جداً عن المشكلة الحقيقية والهدف الحقيقي .
كثرة الأسئلة تقود الى أجوبة وأفكار إبداعية يمكنك وضع معايير لقييم الأفكار والحكم عليها.
2 – البحث في المشكلة الحقيقية :
من أجل الحصول على فهم أفضل لها إعتماداً على طبيعة المشكلة وماالذي جعل منها مشكلة ، يمكن البحث بالوقوف على المصادر والآراء القديمة والتعليقات ، يمكن الحل من خلال الاجابة عن جميع الأسئلة المرتبطة بالموضوع التي تنبثق عن كثرة الاسئلة .
3 – الفصل بين المشاكل :
إن وُجد أكثر من تساؤل وأكثر من مشكلة يجب الفصل بين كل مشكلة على حِدا وإيجاد الحلول لكل جزء لوحده.
4 – توليد الأفكار الجيدة :
بعد وضع المشكلة الحقيقية والهدف من حل المشكلة ، يجب أن يكون حلها عن طريق إيجاد الأفكار باتباع نهج معين يساعد في حل المشكلة ، قد تكون عملية العصف الذهني من أهم العوامل التي تساعد في تولد الأفكار ، يمكن أن تقوم بالعصف الذهني بمفردك أو مع جماعة تساعدك في طرحٍ أكثر للأسئلة ومنه ينتج أفكار جديدة ، يجب كتابة كل الأفكار حتى السخيف منها ليتم تحليلها جميعاً فيما بعد والخروج بالحل المناسب.
5 – دمج الأفكار وتقييمها :
بعد تدوين كل الأفكار ، ابحث فيما بينها إن كان يوجد ترابط بين بعض الأفكار يمكن أن تؤدي لنفس النتائج ، هذه الأفكار يمكن دمجها وجعلها في مجموعات ، عندها تستخدم المعايير التي ابتكرتها سابقاً مع اسقاطها على كل فكرة وكتابتها ووضع درجة تقييم لكل فكرة ،
اعتمد تقييم الاعداد كأن تضع لكل فكرة علامة من 10 وبناءً على ذلك يتم رسم خط مباشر لتنفيذ الأهداف حسب الأعلى تقييماً.
6 – وضع خطة عمل للوصول الى حل لهذه الأفكار :
وذلك بعد جمع الأفكار لابد من إتخاذ الخطوة التالية وهي حل َ المشكلة الاساسية ، قد تقود حل المشكلة الاساسية الى أفكار جنونية تتطلب التغيير الجذري ، بعض من الناس يرَحب بالتغيير ويتأقلم معه والبعض الآخر تظهر عنده مخاوف من التغيير ، لذلك لابد من رسم خطة عمل بسيطة تحتاجها عند اسنباط النتائج من أجل تنفيذ الافكار.
7 – التنفيذ :
بعد تبسيط الأفكار ورسم خطة عمل مناسبة لابد للانتقال آخر مرحلة وهي مرحلة التنفيذ.
معوقات التفكير الإبداعي :
المعوقات هي العقبات والحواجز التي تحد الفرد من التفكير السليم ، تتعدد المعوقات أمام كل فرد لأنها تتأثر بالظروف والبيئة التي يتعايش فيها الانسان ، يمكن إدراج المعوقات التي تواجه الشخص في التفكير السليم تحت ثلاثة أنواع هي :
- معوقات شخصية
- معوقات ظرفية
- معوقات اجتماعية
المعوقات الشخصية :
وهي أشد تأثيراً على الشخص عندما يريد طرح فكرة وايجاد حلول لها ، من العوامل التي تؤثر على قرارات الانسان :
- ضعف الثقة بالنفس وعدم الوثوق الشخص بنفسه خشية الاخفاق وتجنب المخاطرة .
- تشاؤم الشخص فكلما أراد طرح فكرة للتغيير نظر الى الجوانب السلبية دون الايجابية كالذي ينظر دائماً الى الجانب الفارغ من الكأس .
- الخوف من الانتقادات والسخرية من الآخرين عند طرح الفكرة .
- التقليد الاعمى في حل المشكلات التي تعرض على الانسان دون ابتكار حلولاّ آخرى .
- الحماس المفرط والثقة الزائدة والرغبة القوية في النجاح واستعجال النتائج قبل وضوح الاسباب وهذا يؤدي الى نتائج عكسية .
- التسرَع في استنباط الاحكام دون استيعاب جميع جوانب المشكلة وعدم تفسير الجوانب المعقدة والغامضة أثناء حل المشكلة.
المعوقات الظرفية :
- تتعلق بالمواقف والأحداث التي يمر بها الشخص أو مرتبطة بأحداث قديمة مرّت على الشخص وبقيت راسخة في ذهنه ، الاشخاص الذين يعانون من هذا الامر بمجرد مناقشتهم لأفكار جديدة يتشكل حاجز الخوف الذي يقاوم تغيير معتقدات راسخة في عقله .
- عدم التوازن بين التنافس والتعاون وهو ماينشأ بين الموظفين خاصة فقد يكون ذلك سبب من أسباب الوصول الى التفكير الابداعي ، فلو طغى التنافس على الموضوع ضاعت معه بوصلة البحث عن الهدف وفُقد الاتصال بالمشكلة الحقيقية .
المعوقات الاجتماعية :
تختلف حسب البيئة الاجتماعية التي عاشها الشخص أو البيئة المحيطة به أثناء عملية التفكير للوصول الى حل مناسب ، منها :
- معوقات أسرية : قد يرتبط عدم الوصول لعملية التفكير الابداعي بأمور متعلقة بالأسرة كأن يكون مستوى العائلة تحت خط الفقر فهنا يصبح التغيير عائقاً مكلفاً مادياً وهو مايمنع غالباً حتى طرح الفكرة .
أو يكون وضع العائلة من الاخل مضطرب ويوجد حالة عدم استقرار بين أفراد الاسرة ، أيضاً وجود عادات غير مجدية من شأنها الحد من بعض أفراد الاسرة في مشاركتهم في أي حوار يقود الى التفكير الابداعي كالتمايز بين الذكر والانثى داخل العائلة.
- معوقات دراسية : مرتبط ذلك بنوع التعليم الذي حصل عليه في المدرسة او الجامعة أثناء تلقيه التعليم فقد يكون متبعاً لطرق تقليدية منغلقة عن الانفتاح الفكري .
- معوقات اجتماعية : بأن يكون واقعاً في مجتمع قمعي يسلب فيه الانسان من إطلاق علقه وراء الابداع في عدة مجالات ، كذلك التدهور الاقتصادي يلعب دوراً أساسياً في الحد من استخدام الانسان لأي فكرة ابداعية .
نصائح تساعد على تنمية التفكير الابداعي :
- استثمار الوقت دائماً بماهو مفيد وذلك بتوسيع آفاق تفكيره وهو مايساعد على خلق الافكار الابداعية .
- الابتعاد عن الروتين في الحياة العادية لأنه إذا اعتاد الى أمر ما تحول الى مجرد آلة تنفذ الفعل الذي اعتاده .
- الثقة بالنفس والايمان بقدراته دائماً وأن الابداع ليس حِكراً على أحد وعليه المحاولة أكثر من مرة إن فشل في المرة الاولى .
- عدم التقليد الاعمى في اتباع الحلول بل على الشخص السعي وراء توليد الافكار الابداعية الجديدة .
- البحث عن المعلومة القيَمة باستمرار والتمسك بها ذلك أن المعرفة هي مفتاح ٌللتفكير والوصول الى نتائج جيدة.