جدول المحتويات
مامعنى أن تكون ذكياً عاطفياً ؟
الفرد الذكي عاطفياً يدرك تماماً حالاته العاطفية سواء الإيجابية أم السلبية ويكون قادراً على تحديدها وإدارتها ؛ مما يجعل منه قائداً وزوجاً وصديقاً أفضل .
الفرد الذكي عاطفياً يعرف متى تستحق العاطفة إستجابة لتجربتها ، يعرف كيفية استخدامها ومتى تستخدم .
قد يكون معدل الذكاء للشخص 70 % لكن ليس بالضرورة أن يكون ناجحاً في حياته العملية ذلك أن السعادة والنجاح في الحياة لا يقتصر على القدرات فقط إنما يتطلب ذلك ذكاء ً عاطفيا ً يساعد على بناء علاقات أقوى.
من المهم للغاية أن نفهم أن الذكاء العاطفي ليس عكس الذكاء المعرفي ، وليس انتصار القلب على الرأس ؛ بل هو تقاطع فريد لكليهما.
نشأته وتعريفه :
في عام 1990 قام العالمان بيتر سالوفي وجون ماير بتحديد الذكاء العاطفي ووضعه بقالب مستقل واعتبراه بأنه القدرة على مراقبة عواطف المرء وعواطف الآخرين والتمييز بين العواطف المختلفة وتصنيفها بشكل مناسب واستخدام المعلومات العاطفية لتوجيه التفكير والسلوك .
في العام 1995 كان العالم دانيال جولمان له رأي آخر حيث توسع في تعريف الذكاء العاطفي واعتبره بأنه مجموعة من المهارات والخصائص التي تدفع الاداء القيادي ، وألف بذلك كتاباً يعتبر الأشهر على مستوى العالم أسماه الذكاء العاطفي .
رأى جولمان أن الذكاء العاطفي عامل حيوي في النجاح واقترح تعزيز التعليم الاجتماعي والعاطفي عند الأطفال في مراحل الدراسة المتقدمة ، لأن ذلك يخلصهم من المشاكل السلوكية التي يتعرضون لها حاضراً ومستقبلاً .
يرتبط الذكاء العاطفي ارتباطاً وثيقاً بالحاضر حيث يتم استخدامه لتحديد وإدارة العواطف .
إذاً الذكاء العاطفي : هو إدراك لأفعال الشخص ومشاعره وكيف يؤثر بها على من حوله ، وبالوقت نفسه يقّدر الآخرين يكون قادراً على الاستماع لرغباتهم واحتياجاتهم متعاطفاً مع مشاكلهم .
بمعنى آخر الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وضبط وإدارة المشاعر والعواطف الخاصة بطريقة إيجابية .
عناصر الذكاء العاطفي :
اعتبر العالم جولمان أن مكونات الذكاء العاطفي تعتمد على خمسة عناصر أساسية :
1- الوعي الذاتي :
- هي اللبنة الاساسية للذكاء حيث يمكن لصاحب الوعي الذاتي التعرف على مشاعره وفهمها منذ تنظيم نفسه ، يتميز صاحب الوعي الذاتي بنظرة صادقة على نفسه من خلالها يتم معرفة نقاط القوة والضعف والتأكد من تقديرات الذات يؤدي عمله بشكل أفضل من غيره ، صاحب الوعي الذاتي لايسمح لمشاعره بأن تحكمه .
2- التنظيم الذاتي :
- هذه المرحلة تأتي بعد مرحلة الوعي ، في هذه المرحلة يجب ألا يكون الشخص قادراً على معرفة عواطفه الخاصة فحسب ،إنما عليه التعبير عنها بعد تنظيمها وإدارتها بشكل مناسب ، بمعنى ضبط النفس وإدارة العواطف والاندفاعات وإعطاء الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والمرونة في التعامل مع الغير .
يتميز صاحب التنظيم الذاتي بالقدرة على التحكم في العواطف والاندفاعات لذلك هو شخص مسؤول لا يتخذ قرارات متهورة أو غير مبالية لايسمح لنفسه بالغضب .
3- الدافع الذاتي ( التحفيز ) :
- هو المحرك لفعل الشئ ، محرك الانجاز لتلبية معيار التمييز مع المثابرة على متابعة الأهداف بالرغم من الوقوع في عدد من النكسات والعوائق .
الشخص الذي يمتلك ذكاءً عاطفياً لديه دافع للنجاح لذلك يمكنه الانتظار وتأجيل النتائج الفورية بهدف الوصول الى هدفه .
4- الوعي الاحتماعي ( التعاطف ) :
- القدرة على فهم مشاعر الآخرين ورؤية الأشياء من منظورهم والشعور بمعاناتهم ، لا يعني التعاطف تقبل السلوك وتبنيه إنما الاحساس بهم وتوقع حاجياتهم وتلبيتها قدر المستطاع ،
كذلك لصاحب الوعي الاجتماعي يُتاح له قراءة تيارات الحياة بشكل صحيح لذلك تكون قراراته وخيارته جاهزة وصحيحة .
5- المهارات الاجتماعية :
- يمتع صاحب الذكاء العاطفي بمهارات قيادية تمكنه من إدارة التفاوض وحل ّ الخلافات والتعاون مع الآخرين لتحقيق الاهداف المشتركة ،
يكون قادراً على التطوير والتأثير على الآخرين باستخدام بعض المهارات الفعّالة للإقناع ، يكون ذلك من خلال إرسال رسائل واضحة ومقنعة ، يمكنه إقامة شبكة من العلاقات والحفاظ عليها ، يمتلك مهارة الاصغاء وبنفس الوقت يكون قادراً على التوجيه وتقديم النصح.
أبعاد الذكاء العاطفي :
اعتبر العالمان سالوفي وماير أن الذكاء العاطفي له أربعة أبعاد هي :
1- إدراك العواطف :
- يتعلق ذلك بالوعي وتحديد الواطف لدى الآخرين مع قدرة الشخص التعبير عن عواطفه واحتياجاته بدقة وبشكل مناسب .
2- وضوح العواطف :
- لتسهيل عملية التفكير بمعنى إعادة توجيه التفكير وتحديد الأولويات بناءً على المشاعر المرتبطة بتلك الأفكار وتوليد العواطف التي تسهل الحكم بشكل أفضل واستخدام الحالات العاطفية لتحسين المهارات في حل المشاكل والابداع .
3- فهم العواطف :
- فهم العلاقات بين العواطف المختلفة وإدراك أسباب اختلاف المشاعر وعواقب الانفعالات ونتائجها وفهم المشاعر المعقدة .
4- إدارة العواطف :
- هي الانفتاح على المشاعر السارة وغير السارة على حد سواء مع مراقبة العواطف وضبطها وتوجيهها.
هل يمكن تطوير الذكاء العاطفي ؟
الذكاء العاطفي هو مهارة مكتسبة يمكن تنميتها وتطويرها باتباع عدة أمور أهمها :
- إدارة المشاعر السلبية يتحقق ذلك من خلال التدريب على ذلك ويتجلى ذلك كأن يكلمك شخص لا تحبه ، يترتب عليك ألا تقفز الى الاستنتاجات بسرعة ، حاول تقييم الأمر بموضوعية بدلاً من اعتبار نفسك نداً فيه .
- يجب أن يكون الشخص واضحاً في انتقاء مفرداته بحيث تكون واضحة ودقيقة .
- التعامل مع الآخرين بتفاعل وعدم الانغلاق والتدريب على وضع نفسك مكان الآخرين لتشعر بهم .
- قم بإجراء تقييم ذاتي بحيث تتعلم نقاط ضعفك وتعمل على التغلب عليها .
- التركيز على كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بحيث تضبط تصرفاتك بالطريقة الصحيحة عند الغضب ، القدرة على الحفاظ على الهدوء والسيطرة في المواقف الصعبة تحظى بتقدير كبير .
- تحمل المسؤولية لأفعالك بحيث لايجب تجاهل أو تجنب أي أحد آذيته.
- ممارسة التفاؤل بدلاً من الشكوى.
- مراقبة عواطفك وعواطف الآخرين للتمييز بين العواطف المختلفة وتصنيفها بشكل صحيح.
أهمية تطوير مهارات الذكاء العاطفي :
- يجب أن تهتم بتطوير الذكاء العاطفي لديك حتى نتمكن من فهم عواطفك ، لأنه بفهمها تصبح أكثر أداء ً في عملك ، تشير الدراسات أن من يمتلك نسبة عالية من الذكاء العاطفي يجعله ناجحاً في كل جوانب الحياة .
- القدرة على فهم المشاعر الايجابية والسلبية وإدراكها بفعالية ؛ يساعد على التعامل بإيجابية أكثر مع العملاء ويساعد على فهم احتياجات الغير .
- في المؤسسة التي يمتلك أفرادها الذكاء العاطفي يمكنها العمل بأقصر قدر من الجهد مع تحقيق النجاح ، يمكن للذكاء العاطفي أن يجعل من عمل شركة علامة فارقة عن غيرها في سير تعاملاتها .
- أظهرت الدراسات أن الذكاء العاطفي مرتبط بالأداء الوظيفي إرتباطاً إيجابياً فهو يمثل نجاحاً وظيفاً أكثر من معدل الذكاء الفكري .
- إن الموظفين ذوي المستوى العالي من الذكاء العاطفي يؤدون أعمالهم بشكل أفضل من الموظفين ذوي المستوى المنخفض من الذكاء العاطفي .
- الذكاء العاطفي يحسّن القدرات على صنع القرار لأن صاحب الذكاء يكون قادراً على عرض جميع الخيارات مع امتلاكه لعقل متفتح يزيل جميع المشاعر التي لا ترتبط بالموضوع والتي تؤثر على صنع القرار .
- توجد دراسات تثبت العلاقة الوثيقة بين الذكاء العاطفي والقيادة ، القيادة في السابق كانت تعتمد على مهارة القائد وقدرته الشخصية في الاقناع أما في الوقت الحاضر القيادة الفعالة مرتبطة بتحفيز الموظفين وخلق شعور بالانتماء للعمل والمكان من شأنه ذلك أن يجعل الموظفين يشعرون بالراحة وهذا كله مرتبط بالذكاء العاطفي .
- يرتبط الذكاء العاطفي ارتباطاً وثيقاً بمهارات الاتصال حيث يحسن الاتصال بالآخرين ومعرفة التعامل معهم بشكل جيد .
- يساعد على بناء علاقات صحية وصحيحة مع المحافظة عليها .
- يعتبر أصحاب الذكاء العاطفي أكثر مرونة من غيرهم ، الاشخاص ذوي المستوى العالي من الذكاء العاطفي يكونون الأقدر على إلتقاط الصدمة عند السقوط لذلك هم أكثر الناس تحقيقاً للنجاح ومتابعة ً للأهداف المخطط لها .
- بمقابل ذلك نجد أن الذين لا يتمتعون بالذكاء العاطفي قد تواجههم بعض المشاكل أثناء تعاملاتهم مع الغير
مشاكل يتعرض لها من لا يمتلك الذكاء العاطفي :
- غير قادر على التحكم بعواطفه وعواطف الآخرين ذلك أنه يجهلها .
- لايمكنه الحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين لأن الآخرين لا يمكنهم التعامل معه .
- لديه صعوبة في التعامل بأوقات الحزن والفرح .
- لديه مشكلة بالتعامل مع ردود الأفعال العاطفية .
كيف نتعلّم الذكاء العاطفي ؟
- تعزيز الوعي الذاتي والتنظيم الذاتي ؛ ثبت أن تأمل اليقظة يمكن أن يحدّ من الضغط عند مواجهة موقف متوتر .
- قبول وجهات نظر الآخرين ومعرفة احتياجاتهم .
- ممارسة التقييم الذاتي لتحديد نقاط الضعف والحصول على صورة صادقة عن نفسك .
- المحافظة على الهدوء عند التعرض لمواقف صعبة .
- اتقان لغة العواطف أو تعلّم كيفية التعرف على العواطف المختلفة .